فضة بنت المنذر ( الحلقة الأخيرة )
صفحة 1 من اصل 1
فضة بنت المنذر ( الحلقة الأخيرة )
الحلقة 12:
فالنرجع إلى فضة من قبيلة المنذر، بعد نهاية المعركة، أرسلت جثمان قيس مع أخيه زيد، ما إن رأى المنذر إبنه زيد لوحده، و معه جثة أخيه، أغرورقت الدموع في عينيه، و علم بأن الأمير سليمان قد تمكن من قهر جيش ضرغام، لكن حزنه على إبنه غطى على فرحته بالفوز٠
لكن تشاء الأقدار أن تأخذ فلذة كبده، و هذا هو حال الحروب، رغم الإنتصار، تكون فيها خسارة خاصة من الناحية البشرية، كما لا ننسى أن حياة قيس كانت غالية، و يعد من القادة البارزين، لكن تشاء الحروب أن نفقد الأعزاء على نفوسنا، فوري الثرى جثمان الفتى قيس في جو مهيب، و أصبح رمزا من رموز الجهاد و الكفاح٠
أما فيما يخص الأمير حاتم، فبعد رجوع الأشياء إلى مجاريها، صارح أباه في نيته بالإرتباط بابنة المنذر، فدار بينهما هذا الحديث٠
حاتم: يا أبتي، إنه بعد قهرنا للعدو، و صارت كل الأمور كما نريد، فإني أرغب أن أصارحك بشئ أرجو أن توافق عليه٠
سليمان: كلي آذان صاغية يا ولدي، فقد أبليت حسنا في هذه المعركة، و إني جد فخور بك يا ولدي٠
حاتم: إني أرغب بالإرتباط بفتاة يا أبي، إنها بنت حسب و نسب، و أعجبتني في أول يوم رأيتها فيه٠
سليمان: إنه لمن دواعي سروري أن أفرح بك يا ولدي، أشر على من تشاء و ستكون لك باذن الله٠
حاتم: إنها من قبيلة المنذر، و قد تعرفت عليها و أنا في رحلة صيد، إنها تروق لي و أريد أن تصبح زوجتي٠
سليمان: و هل صارحتها في شيء، و هل تعلم بحبك لها؟
لم يجب حاتم، و اكتفى بالإنحناء لوالده تقديرا له٠
فعرف الأمير سليمان أن هناك قصة بين ابنه و هذه الفتاة، لكنه لم يكترث للأمر، لأن قبيلة المنذر من القبائل الموالية له، بل يعتبر المنذر من الذين يعرفهم جيدا، و من المقربين إليه٠
و هكذا ذهب الأمير سليمان بنفسه مع ابنه إلى قبيلة المنذر لخطبة فضة، و زال بعض الحزن على المنذر بعد فقدان ولده قيس، وكذلك فضة، غمرتها السعادة بقدوم حاتم مع أبيه، و ما هي إلا شهور، زفت إلى حبيبها، و أصبحت رسميآ زوجة لحاتم٠
أقيمت الولائم و العزائم بهذه المناسبة، و قدمت كل القبائل لتهنئة الأمير بهذه المناسبة السعيدة٠
كانت فضة أجمل فتاة تزف في زمانها، و عرسها بقي خالدا في الأذهان لمدة طويلة٠
عاشت فضة في قصر الأمير سليمان في جو يسوده الأمن و الهناء، و رزقت بأولاد كانوا ثمرة لذلك الحب العفيف الذي ربطها بالأمير حاتم٠
و هنا تنتهي قصة فضة، أرجو أن تكون أعجبتكم٠
ما أردت أن أشير إليه في هذه الرواية، أنه مهما كانت الصعاب في هذه الحياة، و الصراع الدائم بين الخير و الشر، فإنه في الأخير الخير هو المنتصر، و إن صادف و قابلت الحب في حياتك، فإن كان صادقا، فلا تضيعه، و حاول بكل ما لديك من قوة أن تثابر من أجل حبيبك حتى تحيا في سعادة، و تنال حياة ملؤها الحب و الدفئ و الحنان٠
و آخر الكلام ، هو الصلاة على سيد الخلق و الأنبياء محمد صلوات الله عليه و سلم٠
Amani Karam- مشرفة
- عدد المساهمات : 84
تاريخ الميلاد : 10/06/1982
تاريخ التسجيل : 02/12/2014
العمل/الترفيه : lire et écrire
مواضيع مماثلة
» مرجانة و جزيرة القراصنة ( الحلقة الأخيرة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الخامسة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة العاشرة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الرابعة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثانية )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الخامسة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة العاشرة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الرابعة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثانية )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى