فضة بنت المنذر ( الحلقة الرابعة )
صفحة 1 من اصل 1
فضة بنت المنذر ( الحلقة الرابعة )
الحلقة 04:
فانسحب جميع الشبان من الساحة، و أعطى كل واحد من الإخوة سيفا، و اختار ثلاثة شبان من بينهم إبنه شهاب، فبارز شهاب فضة، و قيس و زيد شابين آخرين، بعدها أعلن عن بداية المبارزة، فانفض كل من شهاب و الشابين ناحية الاخوة الثلاثة، و كانت مبارزة حادة بين الخصوم، إنتهت بفوز الاخوة عليهم، حيث تمكنت فضة من هزيمة شهاب بالرغم من كونها فتاة، فقد تعودت فن المبارزة مع أخويها، كما أن قيس و زيد تمكنا بكل سهولة بالتغلب على الشابين، فأحس الشباب بالخيبة خاصة شهاب الذي لم يتعود على الخسارة، فثارت نفسه على فضة و أصبح يكن لها الحقد لأنها قهرته أمام شباب القبيلة، أما ضرغام فقد فرح كثيرا لكونهم يحسنون القتال، و قال أنه يعول عليهم عند الهجوم عى القوافل و القبائل٠
أما الاخوة الثلاثة، ففي قرارة نفسهم، لم يرقهم الحال، فهم لم يتعلموا المبارزة لأذية الناس، بل للدفاع عن أنفسهم، لكن لم تكن باليد أي حيلة٠
أعجب ضرغام ببسالة الاخوة الثلاثة، و أصبح يتقرب إليهم، و هذا ما زاد من حقد إبنه شهاب، الذي تعود الزعامة مع أبيه، و في الليل كان يأخذهم معه إلى مجالس الخمر و اللهو، فهذا كان من طبيعة أهل القبيلة، فهمهم هو السطو و القتل و اللهو، إنصاع الإخوة لقدرهم ، و لم يجدوا حلا إلا الصبر لغاية النظر لمسألة البقاء بالقبيلة٠
و أثناء مكوثهم بالقبيلة، سطى الشبان على قافلتين و كذا عدة قبائل، و كان في كل مرة ،يأخذ الضرغام معه الإخوة في أعماله الشريرة، لأنه علم خبرتهم في القتال٠
إستاءت فضة للحال الذي هم عليه، و أخبرت أخويها على ضرورة مغادرة القبيلة و إيجاد مكان آخر، لكن خشي الأخوين قيس و زيد، إن أخبروا الضرغام على نيتهم في المغادرة، أن ينتقم منهم و يقتلهم، فهو لا أمان له٠
و وافق أن تخلفت فضة عن إحدى الغارات، و تحججت بأنها موعوكة، فذهب جميع الشبان مع الأخوين للإغارة على إحدى القبائل، و عند الظهيرة ذهبت بمحاذاة الواد، تلفتت يمينا و شمالا، لم تجد أحدا، فارتاحت لذلك، نزعت طاقيتها و رباط الرأس، فتدلى شعرها الطويل، و جلست قرب الواد للتخفيف عن نفسها، و هي كذلك تنظر لخيالها المنعكس على ماء الواد، لمحت بالقرب منها رجلا في ريعان الشباب يبتسم لها، إنتفضت من مكانها و حملت سيفها لمبارزته، فتغيرت ملامح الشاب، و حمل سيفه و أخذ في مبارزتها، و كان في كل مرة يبتسم لها، و يقول لها أنها لن تستطيع هزيمته، فزادت همتها، و حاولت بكل ما تعرفه من فنون المبارزة قهره، دامت المبارزة لبعض الوقت، بعد ذلك تخلى الفتى عن سيفه و ألقاه جانبا، و قال لها إن أردت أن تغمزي سيفك في صدري فلك ذلك، لكن ستكونين قضيت على قلب نبض على حبك لأول مرة رآك فيها، فاحمرت وجنتاها و توقفت عن القتال٠
جلسا بالقرب من بعض، فسألها من تكون فلم تفصح عن ذلك، فأخبرها أنه الأمير حاتم ولي عهد إمارة حضر موت، فزاد اندهاشها، و اعتذرت عن صنيعها، و قالت له أنها ضنته أحد الصعاليك أو السكارى الذين يحومون حول هذه القبيلة، بعد ذلك لم تجد بدا إلا أن تخبره عن قصتها هي و أخويها، لأنها سئمت من البقاء في هذه القبيلة الغريبة الأطوار، فاخبرها حاتم أنه مر من هنا من محض الصدفة، فقد كان مع أحد جنوده و كان في رحلة صيد، فأخبرها أن تهدأ، و أنه سيحاول إنقاضها من هذا المأزق، لكنها عليها أن تصبر، و هكذا رجعت إليها الروح بعدما التقت الأمير حاتم٠
رجعت فضة للقبيلة، ولم تروي لأي أحد عن هذا اللقاء، و كتمت في نفسها هذا السر، تمر الأيام و حال القبيلة على ما هو عليه من رذيلة و سطو و نهب، و توعكت صحة الضرغام، فطلب من فضة و قد كان أعجب ببسالتها و تمكنها في المبارزة، فأمرها هذه المرة أن تقوم بقيادة الفرسان في التدريب، عندما سمع شهاب ذلك من أبيه، زاد حقده على فضة و أراد أن ينتقم لنفسه، فبينهما كانت تجول في القبيلة مع أخويها، أقبل عليهم مجموعة من الشبان و حاولوا مبارزتهم، فشب قتال بينهم، وتساقط المعتدون واحدا تلو الآخر على يد الإخوة الثلاثة، ففروا هاربين و أخبروا شهاب أنهم لم يستطيعوا قهرهم، فزادت غيرة شهاب و لم يجد حلا سوى الالتفاف حولهم و مصادقتهم ،حتى يجد خطة تساعده على ابعادهم من القبيلة٠
في أحد الليالي ،طلب شهاب من الاخوة الثلاثة أن يأتوا معه إلى أحد المجالس التي تعود ارتيادها في كل ليلة، فاعترض الاخوة بشدة، و قالوا له أنهم لا يحبون الجلوس هناك و شرب المسكرات، لكنه أصر على اصطحابهم، بعد إلحاح منه، ذهب كل من قيس و زيد إلى المجلس و تركا فضة في خيمتهم، خوفا من أن يكتشف سرهم٠
دخل الأخوان مع شهاب الملهى، فكان به نساء شبه عاريات يناولن الشبان الخمور و يرقصون على أنغام الموسيقى الماجنة، كان هناك صخب كبير، و أغلب من في الملهى مخمور لا يدري ما يفعل بنفسه، كان هناك مكان مخصص لشهاب، جلس فيه بالقرب من الأخوين، جلسا معه و هما ينفران من كل ما في الملهى، قدم لهم الفواكه و الأكل ، ثم طلب منهما أن يجربا شرب الخمر٠
إعترضا كل الاعتراض،لأنهما لا يحبان شربها و لا حتى شم رائحتها، بعد إلحاح منه، شرب الأخوان قليلا منها، ما هي إلا لحظات حتى غابا عن الوعي، و في الحقيقة أن شهاب وضع بالخمر قليلا من السم، بعدها حملهما إلي بعيد، و التفت حولهما جماعة من الأشرار ، و بدأوا في ضربهما، لحسن الحظ أنهما تناولا كمية قليلة، و إلا لقيا حتفهما٠
Amani Karam- مشرفة
- عدد المساهمات : 84
تاريخ الميلاد : 10/06/1982
تاريخ التسجيل : 02/12/2014
العمل/الترفيه : lire et écrire
مواضيع مماثلة
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثامنة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الأخيرة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة السابعة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثانية )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الأولى )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الأخيرة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة السابعة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثانية )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الأولى )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى