فضة بنت المنذر ( الحلقة السابعة )
صفحة 1 من اصل 1
فضة بنت المنذر ( الحلقة السابعة )
الحلقة 07:
بعدها مشيا سويا لغاية الخيمة، فرآها أخوها قيس مع شهاب،فاحتار لذلك و بعد ذهابه، طلب منها أن تخبره ماذا كانت تفعل معه في تلك الساعة، فلم تشئ أن تخبره في تلك اللحظة، و فضلت أن تتريث حتى ترى ما تفعل٠
في اليوم الموالي، قررت أن تخبر أخويها بما حدث في تلك الليلة، و أن يحذروا من شهاب لأنه علم بأمرها، فطلب منها زيد أن لا تخشى منه ما داما معها، كما أنه أخبرهما أنه إن رأى شهاب فسيبارزه و يقضي عليه٠
لم ينتظر شهاب كثيرا، و ذهب إلى حاتم و أخبره أنه يعلم بحقيقة فضة، و أصبح يبتزه في كل مرة بطلب المال، لم يشأ حاتم إخبار فضة بمضايقات شهاب له، لكن تمادى هذا الأخير في طلب المال،فلم يجد بدا إلا أن يمتنع عن إعطائه المال، و قال له إن استطاع فايبارزه رجل لرجل، فلم يمانع شهاب عن هذه الفكرة٠
في تلك الليلة، ارسل حاتم في طلب فضة، فذهبت إليه و دار هذا الحديث بينهما،
حاتم: أهلا بك يا حياتي، لقد اشتقت لرؤيتك، و أخشى أن تكون آخر مرة أمتع ناظري بهذا الجمال الملائكي٠
فتندهش فضة و تضمه بحرارة و تقول له
فضة: لم تقول هذا يا عزيزي،فإني لا أقدر على بعادك أو العيش من دونك٠
حاتم: أتعلمين المرة الأخيرة التي التقينا فيها، قد سمع شهاب بكل ما دار بيننا من حديث، و أصبح يبتزني في طلب المال، و قد مللت من مساوماته، و قد تواعدنا غدا على المبارزة حتى الموت٠
فضة: هذا غير ممكن، لن أدعك تخاطر بحياتك من أجل هذا السافل، لقد أخبرت أخويا قيس و زيد، و هما مستعدان للخلاص منه٠
حاتم: أتركي أمره علي، فسأسحقه بين يدي٠
لم تجد فضة سوى الدموع لتواسي بها نفسها٠
في اليوم الموالي، و في ساعة الغروب، اجتمع حاتم بشهاب في منطقة منعزلة من القصر حتى لا يراهم أحد، و قبل بدئ المبارزة، لحقهم كل من فضة و أخويها قيس و زيد، حولا أن يقنعا حاتم أن يدعهما لمبارزته و يترك المهمة لهما، و كذلك فضة طلبت منه أن يدعها لمبارزته فهي سبب هذا المشكل، لكن لم يدع أي واحدا منهم، و أصر على أن يبارزه٠
مضت ساعة، و بدأت المبارزة، انطلق كل واحد من مكانه، حاملا سيفه و خوذته، و التق الخصمان، كانت مبارزة حادة، و كل واحد منهما يود سحق الآخر، ففي لحظة غمز شهاب سيفه في كتف حاتم، تألم من الضربة، لكنه قاوم بكل ما لديه من قوة، و واصل المبارزة رغم الدماء التي كانت تسيل من كتفه، و في لحظة و هو في كامل قوته، أسقطه من على حصانه، و أوشك أن يقتله و يغمز السيف في صدره، لكنه فر هاربا، فتبعه الاخوة الثلاثة بسهامهم،و من بعيد سددت فضة سهما ناحية شهاب، فأصابه و أرداه قتيلا٠
و هكذا لقي شهاب حتفه على يد فضة، و فرح الجميع لنهايته، لكن فضة أسرعت نحو حبيبها المجروح، و ضمدته بعمامتها إلى حين أن يصل إلى القصر، أما جثة شهاب، فقد حفر الأخوان قيس و زيد قبرا له بالقرب من مكان المبارزة و لم يضعوا أي علامة بقربه لكيلا يعلم أحد بوفاته٠
لكن شهاب عند مغادرته القصر، طلب من أحد أصدقائه أن يتبعاه ، فرأيا كل ماحدث، و تسللا بعد انتهاء المبارزة حتى لا
يكتشف أمرهما، و بعد ذلك، اتفقا على أن يذهب أحد منهما إلى قبيلة ضرغام و إخباره ما حدث لإبنه٠
ما هي إلا أسابيع حتى وصل شهاب و المدعو عتيب إلى قبيلة ضرغام،أسرع إلى الخيمة و أخبر هذا الأخير بكل الحادثة، فتميز ضرغام غيضا و اصتكت أسنانه، و عزم على الإنتقام من مقتلل إبنه، و ما إن سمع أسيد ذلك الخبر، فرح في قرارة نفسه، و أخبر ضرغام أنه سيعمل جاهدا على لم جميع القبائل المعادية للأمير سليمان و حرب ضروس ستشن ضده٠
إنتشر خبر وفاة إبن ضرغام بين القبائل، و عزمه على شن حرب ضد الأمير سليمان، انتقاما لدم ابنه المهدور من قبل ولي العهد حاتم، فانقسم رأي القبائل بين مؤيد و معارض له٠
لنعد إلى قبيلة المنذر، و نرى ما حدث بها بعد هروب فضة و الأخوين زيد و قيس، حزن المنذر حزنا شديدا على اختفاء ابنته فضة و ابنيه، لكنه في نفس الوقت اطمأن لكونها ليست وحدها، فأرسل بين القبائل للبحث عنها، ليخبرهم أنه عازم على عدم تزويجها لإبن عمها العباس، و إن كانت مختفية أو خايفة من الرجوع ما عليها سوى العدول عن ذلك٠
أرسل المنذر إلى جميع القبائل للبحث عن ابنته، و حتى إلى قصر الأمير سليمان، ما هي إلا شهور، حتى وصلت الوفود إلى مجلس الأمير، و أخبر بحكاية فضة الهاربة، سمع حاتم بقدوم الوفود لاسترجاع الإخوة الثلاثة، فسر لذلك، فأخبر الأخوين قيس و زيد بنية أبيهم في عودتهم،و أنه لم يعد هناك أي داع لتخفي فضة في زي الفرسان، و أنه يمكن لها أن ترجع الى القبيلة، و ما إن تعود فإنه سيرسل إليها لخطبتها، فلا وجود لأي مانع أن يرفض أبوه لإبنة المنذر٠
أسرع الأخوان لإبلاغ أختهما بنية أبوهم في عودتهم إلى القبيلة،وأن الزواج بابن عمها أصبح من المنسيات، فزادت فرحتها لانتهاء هذا الكابوس، لكن في قرارة نفسها أسفت على فراق حبيبها حاتم٠
و أعد الإخوة الثلاثة العدة للعودة إلى الديار، و في يوم رحيلهم، اجتمعت فضة بحاتم و دار بينهما هذا الحديث
قبل أن يبادرها بالكلام، نزع طاقيتها، فاسترسل شعرها الطويل، فأصبح يداعب أوصال شعرها و الحنين لوجودها لا زال في قلبه
حاتم: سترحلين عني مع أخويك زيد و قيس، و ها قد إنتهت قصة هذا التنكر بعد أن صفح عنك أبوك و تغاض عن هروبك٠
تضحك فضة و تقول له
فضة: قد راقتني فكرة التنكر، و عشت من خلالها تجربة رائعة، خاصة حين الخوض في الحروب و المبارزة في المعارك٠
حاتم: أحبك مهما كنت، و إنك الآن سترحلين و تتركين فراغا في قلبي، و إني لن أستبطأ في الإرسال لخطبتك، حتى نصبح سويا٠
فضة: إن حبك قد تغلغل في فؤادي، و لن يستطيع محو صورتك من مخيلتي أي أحد٠
و تعانق المحبان عناق الوداع
Amani Karam- مشرفة
- عدد المساهمات : 84
تاريخ الميلاد : 10/06/1982
تاريخ التسجيل : 02/12/2014
العمل/الترفيه : lire et écrire
مواضيع مماثلة
» مرجانة و جزيرة القراصنة ( الحلقة السابعة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثانية )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثالثة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثامنة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الأخيرة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثانية )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثالثة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثامنة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الأخيرة )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى