فضة بنت المنذر ( الحلقة الخامسة )
صفحة 1 من اصل 1
فضة بنت المنذر ( الحلقة الخامسة )
الحلقة 05:
أما فضة فجلست تنتظر عودة الأخوين لطول الليل و احتارت لعدم رجوعهما، لم تنم تلك الليلة و انتظرت حتى طلوع الصبح، فاتجهت نحو شهاب، و طلبت منه أن يخبرها عن مكان تواجد أخويها، فقال لها أنهما أكثرا في الشرب، ثم خرجا من الملهى، و هو ظن أنهما عادا إلى خيمتهما٠
فزادت حيرة فضة، و أصبحت تصيح كالمجنونة، و أخذت في البحث عنهما، و ما هي إلا ساعات حتى وجدتهما ملقيين باحدى زوايا القبيلة، فجلبت الماء و رشتما به حتى يستفيقا، نهض كل من زيد و قيس، فحملتهما إلى الخيمة أين يقطنون،و لم تنشف الدموع من خديها، بعد أن إرتاحا، قصا لها ما جرى بالملهى، و أنهما لم يثقلا في الشرب، لكن شهاب من وضع سما أو منوما بالشراب، جعلهما يفقدان الوعي، و لم يستفيقا إلا و هي ترمي عليها بالماء٠
فاغتاضت جدا فضة، و قالت لهما أنه لا يوجد أي شيء يربطهم بهذه القبيلة، و يجب عليهم أن يغادروها و إلا حصل لهم أكثر من هذا، فطلبا منها أن تتريث حتى يخمنا في خطة تلزمهم الذهاب و مغادرة القبيلة٠
بعدها قرر الإخوة الثلاثة مصارحة زعيم القبيلة ضرغام بمكيدة شهاب للأخوين قيس و زيد، فالتقوا به عند الواد الذي يتم فيه التدريب، و أخبروه و كان شهاب حاضرا، فانكر ذلك لعدم وجود الأدلة و البراهين، نجا شهاب من العقاب، لكن الإخوة طلبوا من ضرغام أن يسمح لهم بمغادرة القبيلة، لأنهم قد أهينوا فيها بالرغم من مساعدتهم له، لكنه لم يرغب في ذلك و أخبرهم أنه سيحاول معرفة المجرمين، و أخبرهم إن كانوا من بين الشبان الذين معهم في الميدان، فاخبره الأخوان أنهما كانا في حالة لا تمكنهم من معرفة وجوه الفاعلين٠
إزداد توتر الإخوة، و خشيوا أن ينالهم مكروه آخر من طرف شهاب، كما أنهم لم يستطيعوا المغادرة و زعيم القبيلة مصر على بقائهم، فلم يجدوا إلا الصبر حتى يظهر لهم مخرج آخر٠
لنعد إلى الأمير الولهان حاتم، فقد سرى الغرام في روحه، و صورة فضة لم تفارق خياله، و بعد سماع قصتها، حاول أن يساعدها، و بحكم أنه كان قائدا فذا، و حكمه أبوه على الجنود، ذهب إلى أبيه و طلب منه أنه يود أن يجمع عددا من الجنود، ليعزز صفوفهم، فلربما هجم عليهم الأعداء، فلم يرفض سليمان قرار والده، و طلب منه أن يبعث بالوفود لجميع القبائل لتجنيد الشبان، ففرح حاتم لقبول قراره، و أخذ الوفود اللازمة لذلك، أما هو فقد تفرغ لرئاسة الوفد المتجه لقبيلة ضرغام ٠
لم يكن إلا شهر، حتى تأهب حاتم مع مجموعة من الجنود للذهاب إلى قبيلة ضرغام، استقبلهم شيوخ القبيلة و الزعيم ضرغام بكل حفاوة لعلمهم بأنهم من إمارة حضر موت، و أن الأمير بحد ذاته جاء إليهم٠
بعدها دعاه الضرغام لرؤية الشبان و هم يتدربون في الساحة، فتفرج عليهم حاتم و في نفسه أخذ فضة معه، بعد الانتهاء من التدريبات، اقترح حاتم على أخذ أربعة منهم، فطلب منه ضرغام أنه من دواعي سروره إن كان ابنه شهاب من بين الجنود الذاهبين معه، فلم يرفض حاتم طلبه لأنه في قرارة نفسه خشي من أن يتتبع خطى حبيبته فضة، فأخذه معه و كذلك فضة و أخويها قيس و زيد، و هكذا فرحت فضة لتخلصها من شؤم تلك القبيلة، لكن في نفس الوقت لم ترتح لوجود شهاب معهم، لكن لم يكن باليد حيلة سوى انتظار الفرج.
و هكذا اصطحب حاتم معه كلا من الإخوة الثلاثة و معهم شهاب.
عند بلوغهم القصر، ذهبوا ليسلموا على الأمير سليمان في مجلسه، قدمهم له، ثم اقتادهم الى غرف الجنود، و كانت عبارة عن مجموعة من الخيام، و لعلمه أن فضة لن ترتاح برفقة شهاب معهم في الخيمة، فوضعها مع أخويها ، أما شهاب فوضعه في خيمة مع جنود آخرين.
ارتاحت قليلا فضة، لكونها ابتعدت عن شهاب و وجودها مع قيس و زيد، لكن احتارت ماذا سيؤول إليه مصيرها بعدما علمت أن حاتم يعرف بأمرها، فلم تجد سوى الصبر مخرج لها حتى يطمئن قلبها الذي أصبح مغرما بالأمير حاتم.
Amani Karam- مشرفة
- عدد المساهمات : 84
تاريخ الميلاد : 10/06/1982
تاريخ التسجيل : 02/12/2014
العمل/الترفيه : lire et écrire
مواضيع مماثلة
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثامنة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الأخيرة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة السابعة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الأولى )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة التاسعة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الأخيرة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة السابعة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الأولى )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة التاسعة )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى