فضة بنت المنذر ( الحلقة التاسعة )
صفحة 1 من اصل 1
فضة بنت المنذر ( الحلقة التاسعة )
الحلقة 09:
في اليوم الموالي، إلتقت فضة بأبيها المنذر و أخبرته برفض سمراء لابن عمها العباس لنفس الأسباب التي هي رفضته، لذا لم يناقشها المنذر كثيرا و ذهب لأخيه و أخبره بأن سمراء هي كذلك ترفض ابنه لأنها تراه فضا و غليضا٠
بعد مرور أيام، ذهبت فضة لبيت الجيران، و كانت هناك صديقتها بثينة أخت المنجد، أخبرتها بما يدور من حب بين أختها و أخوها، و قالت لها أن تحاول أن تخبر أخوها المنجد بأن يتقدم لخطبتها، فرحت بثينة لهذا التواد الموجود بين الطرفين، و وعدتها أنها ستعمل ما بوسعها لنجاح هذه الزيجة، لأنه لن يجد أحسن من سمراء لتكون زوجة له٠
لم يمر شهر على أن كلمت فضة صديقتها بثينة، حتى جاء أبوها شعيب لخطبة سمراء لمنجد، فرحت كثيرا سمراء لهذا الحدث، و عندما سألها أبوها عن رأيها ، إحمرت وجنتاها و ذهبت راكضة تقبل يد أبيها، علم المنذر أن إبنته قبلت بالمنجد، فراح و زف الخبر لوالده الذي جاء بصحبة إبنه المنجد٠
إستعدت العائلتين لاحياء عرس الشابين، و قد سمع كل من بالقبيلة و انتشر خبر زواجهما، ما إن سمع عم فضة المذفر بهذا الزواج، ازداد غيضه و لم يعد يكلم أخاه المنذر، كما أنه قرر أن يرحل من القبيلة لأنه أحس بالإهانة هو و ابنه العباس٠
سمع المنذر بنية أخيه في الرحيل، فذهب لخيمته و طلب منه أن يعدل عن هذا القرار، لكنه لم يسمع له وأصر على أن يغادر الديار٠
أتعلمون أين أتجه بعد رحيله، لقد قصد قبيلة ضرغام ، فقد كانت تجمعه صداقة به، و كان في بعض الأحيان يذهب الى قبيلته٠
و هكذا تحالف المذفر مع ضرغام ضد الأمير سليمان٠
لنعد لفرحة سمراء، و التجهيزات التي كانت على أشدها لزفافها، كانت لليمنيين طقوس خاصة للتحظير للزفاف، حيث كان جميع أهل القبيلة معزومين بدون استثناء، و بدأت مراسيم الزواج، إذ تقوم مجموعة من النساء بالترتيب و التصفيف و تزيين العروس بالحناء، و تعرف حاليا اليمن بعادة يقال لها الدهينة، لا ندري إن كانت على أيامهم، و هي عبارة عن الأفراح في أول ليلة من ليالي الزواج، تبدأ في الليل و تنتهي في ساعات متأخرة من الليل، حيث يجلس العريس وسط المكان على فراش و يحيط به الجمع، كما يتخلل الدهينة صوت يسمى صوت العريس، و يتبرع الأهل و الأقارب بالطرح على العريس، و في المناطق البدوية تكون مدارة العريس واسعة و يختلط الرجال بالنساء صف للرجال و صف للنساء٠
و تختم الدهينة بالتنصورة و هي اجتماع لضيف من الأصدقاء، فيأخذون العريس و يحملونه على الأكتاف و يرددون
عريسنا ياسين عليه رب السما يحميه
أما رقصة النساء( العيش ) ، فيأخذ ليلة الدهينة العريس من منزله إلى منزل النساء، و يجلس في الوسط و هو محجب و على وجهه غطاء، بعد ذلك تبدأ النساء بتحريك ذوائب شعورهن و ظفائرهن في رقصة مستعجلة٠
تنعش النساء فوق العريس على ضربات الطبول النسائية، المهم أن هذه عادات اليمن في هذه الأيام، و يقال أنها من التقاليد العريقة، و يمكن أن يكون في تلك الحقبة مثل هذه العادات أو بعضها، فإن التقاليد تبقى راسخة في الشعوب، و هي من عمق ذلك المجتمع و حضارته٠
إن معالم اليمن لا تزال راسخة لحد الآن، دليل على أنها كانت حضارة راقية و تعبر عن موروث ثقافي٠
إذن زفت سمراء إلى المنجد، و التقى القلبان بعد طول إنتظار، أما فضة فلم تتوانى في تجهيز أختها، و وقفت لجانبها حتى يتحقق حلمها بالالتقاء بحبيبها في سقف واحد، فهي تعرف الحب و ما يختلج المعشوق من مشاعر من أجل الحبيب٠
و ما حال فضة، بعدما انقطعت أخبار حاتم عنهآ و أصبحت تنتظر بكل احتراق قدومه إليها٠
Amani Karam- مشرفة
- عدد المساهمات : 84
تاريخ الميلاد : 10/06/1982
تاريخ التسجيل : 02/12/2014
العمل/الترفيه : lire et écrire
مواضيع مماثلة
» مرجانة و جزيرة القراصنة ( الحلقة التاسعة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثانية )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثالثة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثامنة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الأخيرة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثانية )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثالثة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الثامنة )
» فضة بنت المنذر ( الحلقة الأخيرة )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى